هل سيكون السلاح النووي حاضرًا بين إيران وإسرائيل ويعيد التاريخ نفسه من جديد

امجد فاضل فريحات
لقد كان السبب الرئيسي لقصف الولايات المتحدة لليابان بالقنابل الذرية في هيروشيما وناجازاكي هو إنهاء الحرب العالمية الثانية بسرعة وتجنب خسائر بشرية كبيرة محتملة في صفوف القوات الأمريكية. أرادت الولايات المتحدة إجبار اليابان على الاستسلام غير المشروط لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح نتيجة الغزو البري لليابان.
وأكثر تفصيلًا، يمكن تلخيص الأسباب كالتالي:
– إنهاء الحرب بسرعة:
كان الهدف الأساسي هو إنهاء الحرب العالمية الثانية في أسرع وقت ممكن، خاصة بعد رفض اليابان الاستسلام غير المشروط وفقًا لإعلان مؤتمر بوتسدام.
– تجنب الخسائر البشرية:
كان هناك قلق كبير بشأن الخسائر البشرية المتوقعة في صفوف القوات الأمريكية إذا تم غزو اليابان برًا، حيث كانت اليابان تستعد للدفاع عن أراضيها بشراسة.
– إظهار القوة:
كان استخدام القنبلة الذرية أيضًا بمثابة عرض لقوة الولايات المتحدة النووية، مما قد يثني الاتحاد السوفيتي عن أي تحركات مستقبلية في الحرب الباردة.
– رفض اليابان الاستسلام:
بالرغم من الخسائر التي تكبدتها اليابان، إلا أنها رفضت الاستسلام، مما دفع الولايات المتحدة لاتخاذ قرار استخدام القنبلة الذرية.
وبالتالي، فإن مزيجًا من العوامل الاستراتيجية والعسكرية والسياسية أدى إلى اتخاذ قرار استخدام القنبلة الذرية.
وهنا هل سيعيد التاريخ نفسه في استخدام النووي من قبل الصهاينة في إسرائيل أو من قبل الإيرانيين خاصة وأن كلاهما الآن في ورطة، فإسرائيل دكّتها إيران بالعمق في تل أبيبها والصهاينة دكّوا إيران في طهرانها وفي نطنز تحديدًا في المحطة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم والتي تبعد 250 كم عن طهران.
والتحليل التاريخي لهذه الأحداث وفي سياق الحديث عن أن التاريخ في كثير من الحالات يعيد نفسه مع اختلاف الزمان والمكان والشخوص إلا أن الحدث يكون متشابهًا.
أولاً: التحالفات التي كانت في الحرب العالمية الثانية أدت إلى استخدام العنجهية والغطرسة في القوة، فأميركا استخدمت القنبلتين الوحيدتين وأطلقت عليهم الولد الصغير لاستخدامها لأول مرة وكما يُقال: (ضربة المقفي) حيث لجأت أميركا إلى قصف اليابان في إقليمَي هيروشيما وناجازاكى.
بعد أن قامت اليابان بضرب ميناء (بيرل هاربر) في المحيط الهادئ والذي كان يُعتبر المقر الرئيسي لأُسطول الولايات المتحدة وقاعدة عسكرية والتابع لجزر هاواي واعتبرت بيرل هاربر مطار وقاعدة بحرية للقوات الأمريكية، وتم تحطيم القاعدة العسكرية الأمريكية في الميناء.
هنا وبضربة استباقية توقعت اليابان أن تفوز بهذه الحرب خاصة وأنها قضت على المطار والطائرات الأمريكية في الميناء، ولكن أميركا لم تستسلم بل قامت بتوجيه القنابل النووية إلى اليابان كضربة موجعة حتى تفوت النصر على اليابان.
الآن الصهاينة وكما قلت أُهينوا في عقر تل أبيبهم بالصواريخ الإيرانية التي تعدت مسافة 1500كم ويخفون الأضرار والخسائر، وكذلك إيران ضُربت في العاصمة وتم القضاء على كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين ووصلت الأمور إلى المحطة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في نطنز وقد تكون الضربات القادمة للمنشآت الإيرانية الأخرى في تخصيب اليورانيوم في كل من أصفهان وبوشهر وفوردو ، وقد تلجأ ايران كردة فعل إلى ضرب مفاعل ديمونا في صحراء النقب والذي يبعد عن تل أبيب مسافة 20كم ولأن الصواريخ التي وصلت إلى تل أبيب ليست ببعيدة عن مفاعلهم النووي الذي صنعته فرنسا لهم عام 1958.
في الختام الحرب مستعرة وتغلي بين الطرفين إلى الجانب الدول الداعمة لكل طرف منهم من يدعم في السر ومنهم من يدعم في العلن وفي النهاية تبقى ساحة الحرب القادمة حبلى بالمفاجآت والتي قد تلد مافي بطنها وتخرج رؤوس نووية ولايُعرف من سيبدأ بالولادة قبل الآخر وقد تكون الولادة قيصرية ومن ستولد قبل الأخرى ستكون مضطرة لها وهانحن ننتظر المولود النووي القادم ووسط هذ كله لا تنسوا إعلان الباكستان وقوفها لجانب إيران ككفة راجحة في ميزان القوى العالمي ونسأل الله أن يستر من القادم للعرب وللإسلام وللمسلمين.