هل من سبيل للخروج من هذه السنوات العجاف ؟!


منذر محمد الزغول

=

منذ سنوات طويلة جداً لم يمر بلدنا بهذا الركود الإقتصادي والفقر والجوع وهذا الضنك في العيش ، فالجميع يشكو من ضيق الحال ، ولا تكاد ترى عائلة أردنية أو  أصحاب محال تجارية  أو موظفين إلا ويؤكدون أن  ضيق الحال والفقر الذي يمرون فيه يكاد يكون الأصعب   بين كل الأزمات التي مرت على بلدنا منذ عدة عقود .

 

على كل فالجميع أصبح على ثقة أن أسباب الأزمات الإقتصادية التي يمر فيها بلدنا هي ناتج طبيعي للحروب والصراعات التي  جرت في المنطقة ، إضافة الى قلة موارد بلدنا وإعتماده  على المساعدات الخارجية التي توقف الكثير منها ،، مما دعا الحكومات الأردنية الى تعويض كل ذلك من خلال رفع الأسعار والضرائب التي تفرضها على المواطن الأردني بين الحين والأخر ، وهو ما جعل المواطن الأردني يعاني الأمرين جراء كل هذا التضييق الذي يعاني منه .

 

 هي سنوات عجاف وصعبة جداً لم يمر فيها بلدنا منذ عقود خلت ، الكل يشكو من ضيق الحال ، وحكومات تضع خطط وبرامج  ولكن لا شيء ينعكس على أرض الواقع على حال ومعيشة المواطن الأردني ، بل إن الأمور تزداد كل يوم صعوبة وسوءا والله أعلم وحده كيف يكون عليه الحال في قادم الأيام .

 

شخصياً أرى  بل أنا واثق من ذلك أن وضعنا الإقتصادي بدأ يتدهور ويتراجع  وينهار منذ أن أبرمنا معاهدات السلام الزائفة مع العدو الصهيوني  ظناً منا أن هذه المعاهدات ستجلب لنا الخير الكثير ، فتركنا الله عز وجل وتركنا الإعتماد على أنفسنا لنركن على هذا العدو الغاشم ، فما  حصدنا  من هذه المعاهدات إلا الخيبة والتراجع في كل شيء حتى أصبحنا نلهث وراء هذا العدو لنحصل على   جزء قليل من حصتنا من المياه .

 

على  كل بحثت مطولاً في التاريخ الحديث والقديم وفي تجارب كثير من الدول التي مرت بهكذا  ظروف إستثنائية لأعرف من خلال  تجارب هذه الشعوب  كيف إستطاعت أن تتغلب على مشاكلها وهمومها وقضاياها وخاصة الإقتصادية منها  فتوصلت الى أمور من أهمها

 

أولا:  إعتماد هذه الدول على نفسها والرهان على شعوبها ، فكثير من هذه الدول إتجهت الى الجانب الزراعي لأن الدول المكتفية زراعياً تستطيع أن تستقل بقرارها السياسي ، ونحن في الأردن نستطيع أن نركز على هذا الجانب الذي من شأنه أن ينقل البلاد والعباد الى حالة من الإزدهار والتنمية إن أحسنا إستغلال مواردنا الزراعية .

 

ثانيا: كثير من الدول إستغلت  مواردها التي في باطن الأرض فتمكنت من إستخراج النفط والغاز  والذهب وجميع المعادن  الأخرى فاستطاعت بذلك أن تنعش إقتصادها وتوفر فرص عمل  لا حصر لها .

 

ثالثا: مكافحة الفساد وإسترداد أموال الدولة المنهوبة كانت بالفعل خطة وبرنامج بعض الدول ، وبهذا إستطاعت أن توقف الهدر في أموال الدول وإسترداد مليارات الدولارات من بعض الفاسدين كما حدث مؤخرا في دولة ماليزيا  وغيرها .

 

رابعا: العامل المشترك بين جميع الدول التي نجحت قديماً وحديثاً وحتى أيام الخلافة الإسلامية أن رؤساء هذه الدول والخلفاء كانوا يولون البطانة الصالحة في جميع شؤونهم ، والبطانة الصالحة ليس  فقط المعني فيها الأمين وصاحب الخلق والدين ، ولكن أيضاً أصحاب الكفاءات والخبرات ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب .

 

خامساً : العدل هو أساس الملك ، فكل الدول التي نجحت وإزدهر إقتصادها وتحسنت ظروفها ، كان العدل هو الأساس فيها ، والعدل هنا يجب أن يكون في كل شيء ،  وخاصة في مجال توزيع  الخدمات بين جميع سكان الدولة والعدالة في توزيع المناصب ، فليس عدلا أن تبقى المناصب محصورة بين هذه الفئة أوتلك ، فلو تحقق بعض العدل لرضيت الناس  مهما كانت الظروف الإقتصادية صعبة ومعقده .

 

  أنا واثق أن أمورنا لن تتحسن ولن تزدهر ولن نتجاوز هذه السنوات العجاف  إلا إذا رجعنا  الى الله عز وجل و تحقق العدل وولينا البطانة الصالحة  الصادقة في جميع شؤوننا ، فلو ولينا البطانة الصالحة لتمكنا من محاربة الفساد والفاسدين وتمكنا أيضاً من  الإعتماد على أنفسنا وإستغلال خيرات وموارد  بلادنا التي لا تعد ولا تحصى .

 

أخيراً  ولا أجاملهم إذا إستثنينا الجيش والأجهزة الأمنية المختلفة التي يقف على رأسها أصحاب خبرات وكفاءات عالية  تدرجوا في المنصب حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه  ، فأتوقع أن غالبية وزاراتنا ومؤسساتنا بحاجة ماسة الى إعادة هيكلة من جديد  وأن يتولى رأس الهرم فيها علماء أجلاء وبطانة صالحة صادقة تقف مع الوطن والملك ،فالوطن وجلالة الملك حفظه الله هما اليوم  بأمس الحاجة لهذا البطانة الصالحة  الذين يحبون وطنهم كما يحبون أسرهم وعائلاتهم .

 

أسال الله العلي القدير أن يُيسر للوطن والملك هذه البطانة الصالحة التي فيها بإذن الله تعالى بداية الحل  والخلاص من  هذه السنوات العجاف التي لم تُبقي  وتذر للمواطن الأردني أي شيء . 

 

والله من وراء القصد ومن بعد ،،،

 

منذر  محمدالزغول/ وكالة عجلون الاخبارية 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.