هل من مُعتبر


عبد الله العسولي

=

عندما يهمّ احدنا بالرحيل من مكان سكنه فانه ينظف البيت ويبدأ بتوديع جيرانه واصدقاءه.. وقد تسيل من عينيه دمعات حرقة على جيرانه…
والطالب المغترب عندما ينهي دراسته يودع اقرانه ومدرسيه وزملائه..
والعروس التي تستعد الى الزفاف وتنتقل الى بيت الزوجية تعمل حفلة وداع للاهل والجيران
فما اردت أن اوصله أننا جميعا على وشك الرحيل والأعمار قد قاربت للبعض على النهاية وابليس يحكم قبضته على الناس ومنهم كبار العمر ولا زلنا وأنا اول المتهمين نتبارز بالكلام الجارح والكلمات المؤذية والهمز واللمز ولا نتعض من هادم اللذات ومفرق الجماعات وننهش لحم بعضنا البعض.
أليس الاولى وخصوصا أصحاب الاعمار المتقدمة من اقارب وارحام واخوة أن يجتهدوا ليدرأوا عن انفسهم الشيطان وسهامه وأن يتجنبوا سقط الكلام.
وكل ما التقى اثنين يا بيدوروا يتباحروا او بمسكوا شلّ الثالث وبعدين سامحني
اقول لنفسي ولمن يسيطر الشيطان على عقله وفكره… افترض الخير بأخيك وأحسن النية ولا يكون محور حديثك الذم والقدح… فقد بكون من تذم وتقدح اخوك ابن امك وابوك وقد بلغت من العمر عتيا ولم يبقى لك الا انفاس قليلة… وقد تندم بعد فوات الندم….
تترك كل مشاغلك وهمومك وتبلش بقريبك أو اخوك وبس يموت بتهرّ عليه حفنة دموع…. شوه استفدنا من دموعك وقتها.
اصحى يا غافل

قد يقول قائل من المقصود بهذا الكلام….
المقصود هو كل من تلهيه ساعة الغفلة وتلهييه الدنيا عن الاخره
من الاخوة
الأقارب
الاصدقاء

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.