هل ندرك خطر المشروع الصهيوني!


د. عزت جرادات

*على مدى ثلاث ندوات أسبوعية، ناقشت جمعية الشؤون الدولية أحداث الغزو الصهيوني على جنين وسطحية ردود الفعل الدولية والإسلامية والعربية والتي لم تؤثر في كبح جماح الغزوة الصهيونية. وكشفت ردود الفِعل حقيقتين: الأولى أن القادة العالميين المتصهينين يعاونون من لوثة عقلية تتمثل بمقولة (حق إسرائيل في الدفاع عن النفس) وهي المحتلة والعدوانية.

كما كشفت الحقيقة الثانية المتمثلة بمفهوم ديمومة الاحتلال أو نظرية الاحتلال الدائم التي تنبثق من الأيديولوجية الصهيونية.

*لقد إمتد الحوار حول مثل هذه الغزوة الصهيونية التي لن تكون الأخيرة على الشعب العربي الفلسطيني المرابط والمتمسّك بثباته على أرضه وغير قابل للاقتلاع أو التهجير، ليمتد الحوار إلى الدافع الرئيسي لهذا السلوك العدواني الصهيوني من حين لآخر.

*أن الدافع الحقيقي لذلك العدوان المتكرر هو التزام الاحتلال بالمشروع الصهيوني، فبعد أن تمكن من إقامة الدولة (الكيان الإسرائيلي)، ومن إيجاد قوى الضغط الصهيونية في مختلف العواصم الغربية بشكل خاص، وآيباك مثالاً، بعد أن تمكّن من ذلك، بدأ بترسيخ المبادئ الصهيونية، وخلق ضوابط تشريعية لحمايتها.

*وكان من أبرز تلك الضوابط إعلان القانون شبه الدستوري المتمثل (بقومية الدولية)، ولعل أخطر ما أكّد عليه:

-أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، ولم تستخدم كلمة (فلسطين) بهدف طمسها.

-دولة إسرائيل هلي الدولة القومية لليهود.

-الاستيطان قيمة قومية عليا بحماية الدولة.

-القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية للدولة.

*وقد علّق نتنياهو بعد إعلان القانون، والذي يعتبر أخطر من إعلان بلفور، أعلن نتنياهو:

الآن، أي بعد أصدار قانون القومية اليهودية، الآن تحقّق حلم (هرتسل) مؤسس الصهيونية والأب الروحي لها.

*إن من أهم الإجراءات لترجمة ذلك القانون على أرض الواقع، من وجهة نظر الاحتلال، هو تكثيف البرامج الرامية الى جلب المزيد من المستوطنين لرفد المشروع الصهيوني بالموارد البشرية؛ ذلك أن الزيادة السكانية اليهودية هي الدافع لإستلاب المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبعد ذلك التوسع أو الامتداد الجغرافي في مختلف الجهات الأربع، فالاستيطان يعني جلب الموارد البشرية ويؤدي إلى التوسّع الجغرافي على المدى البعيد، ولذا تعمل السلطة الإسرائيلية على ديمومة الاحتلال أو تَبنّي نظرية- الاحتلال الدائم- وكلفته مدفوعة من الدول الداعمة لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، ومن المنظمات الصهيونية في مختلف دول العالم والداعمة للكيان الصهيوني المحتل.

*والسلاح الوحيد الذي يتطلب اعتماده عربياً وإسلامياً، هو تمكين الشعب العربي الفلسطيني، وإحياء تضامن عربي جاد، وخطاب سياسي جديد يتجاوز التمسك بحل الدولتيْن: نعتبره حيّا، وتعبره إسرائيل ميّتا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.