هل ننتظر كارثة اجتماعية وسكانية؟


كرم سلامه حدّاد

لا احد ينكر ان دول الجوار لاي دولة تتاثر بالحروب او الكوارث في الدول المحيطة فيها او القريبة منها ,هي دول مستقبله للاجئين القادمين هربا بارواحهم واموالهم وعيالهم ,,,ونستطيع ان نميز بين :

-أ للجوء نتيجة احتلال الارض من عدو غاصب كما حدث لاخوتنا في فلسطين عامي 1948و1967بالاضافة الى التهجير القسري لمئات الالاف من قتل وترهيب وتشريد والتاريخ والمقالات تعجز عن الوصف بما حدث .,,,,

كانت الاردن وهي الرئة الثانية على ضفتي النهر لاخوتنا من فلسطين,ملاذا آمنا بانتظار العودة بالاضافة الى دولا عديده من العالم, رغم ان اهل فلسطسن كانوا جزءا رئيسا من الاردن (الضفة الغربية) عند الاحتلال,فهم منّا ونحن منهم. فلا خلاف في هذا الموضوع اطلاقا.فنحن الاهل والاحبة والاقارب والانسباء وعلاقات لا يفصمها الزمن.

– اللجوء نتيجة اجداث داخلية وحروب اهلية كما حدث في دولا عربية مجاورة وبعيدة مثل العراق ,سوريا , لبنان ,اليمن, وليبيا. وقد تاثر الاردن بداية بالهجرة العراقية الكثيفة(التي تسببت بارتفاع اسعار الاراضي والعقارات والاجور واسعار السلع والخدمات وارهقت المواطنيين ) وما ان غادرمعظم اخوتنا العراقيين وتراجعت اعدادهم اما بالعودة الى العراق او التشتت في كل دول العالم, حتى وقعت المشكلة في سوريا الشقيقه وقد سبقها لجوء عددا كبيرا من الليبيين واليمنيين ايضا, وبدات معاناة الاشقاء السوريين ولجوئهم الى الاردن تدريجيا مع توسع دائرة الاحداث حتى وصل العدد حوالى مليون لاجيء سوري تركزوا في محافظتي المفرق واربد بشكل كبير(حيث اعلن رئيس الوزراء في حينه ان محافظات الشمال منكوبة) وباقي المحافظات الاخرى تعاني بصورة اقل . مما سبب ضغطا على كل الموارد والخدمات , وفرص العمل والمنافسة غير المتوازونة, بالاضافة الى مشاكل خلخلت المجتمع الاردني, واثرت على دخل العامل ونافست كل القطاعات,وارتفعت الاجور والاسعار بصورة لم نعهدها من قبل, خاصة مع اغلاق اهم بوابات الوطن (العراق)و(سوريا)اضف الى ما تعرض له الاردن من ضغط القريب والبعيد اقتصاديا وماليا ووظيفيا لابنائنا العاملين في الخارج. وتعطلت لدينا الالاف الشاحنات واغلقت المعابر وتوقفت خطوط الشحن من تركيا ولبنان, وبالعكس الى دول الخليج والعراق واصبحت اساطيل الشحن خردة لدى اصحابها. وملخص القول بان خلخلة كبرى حدثت في الوطن لكل قطاعاته كاملة بدون استثناءات .

,,,وقد تحمل الاردن الوزر الاكبر من الاعداد الكبيرة من اخوتنا اللاجئين السوريين على بلد محدود الموارد والحدمات ,وقلنا ستفرج باذن الله عن قريب,,,وطال زمن المشكلة؟؟؟

,,,بعد 8-9سنوات على احداث سوريا الشقيقة تم عودة الهدوء الى معظم الاجزاء ,وخاصة الجنوب السوري المحاذي للاردن الذي يتركز منه ما لا يقل عن 80% من اللاجئين,وقد عاينت ذلك شخصيا عندما عملت مع الشركة النرويجية فترة 8أشهر , بان غالبية اللاجئين من الجنوب السوري المحاذي للاردن,

…. نحن كشعب اردني نعشق سوريا فهي اقرب الاشقاء الى القلب , ونكاد نجزم ان معظم عشائر الاردن وخاصة في الشمال نصفهم هنا ونصفهم الاخر هناك, ولكن اصبح الضغط على صدورنا كبيرا, من فساد اداري ومالي كبيرين في الوطن نتيجة ترهل القطاع العام ,وتواجد مليون لاجيء من سوريا, ومليون وافد اخر من معظم الجنسيات , فما العمل ؟؟؟

,,, ماذا يعني 1000000(مليون)لاجي نسبة نموهم السكاني 5%سنويا ,فماذا يحصل خلال 10سنوات على مبدا رياضي بحت,,,ان جملة هذا العدد من السكان ستكون :

الجملة بعد10سنوات =1000000×(1+0.05)أس10 =1628895

اي ان عددهم سيصبح مليون وستماية وتسع وعشرون والف تقريبا,اي مساويا 70% من سكان محافظتي اربد والمفرق تقريبا, وماذا لو بعد15سنة؟؟؟

,,, نحن دولة تعاني من شح الموارد والمياه,وتردي البنى التحتية ,ومديونية فاقت كل التوقعات, ومدارس مكتظة, ووباء كورونا , وعدم وضوح خطة مستقبلية لدى الحكومة التي لا زالت تعمل بنظام الفزعة والتعديلات الوزارية والاستقالات والبدائل المتشابهة لما قبلها.
… نريد حلا ومواجهة صريحة من الحكومة متى سيعود هولاء اللاجئين الى مناطقهم ,او بالاحرى متى سنعيدهم ؟ لان الشمال الاردني يعاني من هذا العدد الكبير الذي ينمو سكانيا بسرعة وتتراجع امام نموه الخدمات كاملة, وخاصة مع النمو السكاني المحلي ,واحتمال عودة الالاف الموظفين في دول الخليج والسعودية.

… اعيدوا فتح الحدود الشمالية ايضا ,لان الاغلاق ليس له مبررا واضحا وصريحا ويشكل حبلا على اعناق ابناء الشمال وتجارتهم ومستوى عيشهم وحركتهم التي كانت تعد بعشرات الالاق شهريا الى سوريا الشقيقة,

…ليس كرها او حقدا او اي وصف اخر تجاه اخوتنا اللاجئيين السوريين ,انما نقولها بصراحة ان السيل قد بلغ الزبى, وان المواطنيين ضاقوا ذرعا باستمرار اللجوء غير المبرر من وجهة نظر الجميع,

… يبقى ان تخرج علينا الحكومة الموقرة وناطقها الاعلامي ببيان الاسباب المقنعه التي لا يدحضها الراي الاخر, والشكوك , بالاسباب الموجبة لعدم عودة اللاجئيين الى ديارهم. بدلا من التفسيرات التي يتداولها عامة الشعب .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.