واقع صعب، علينا الاعتراف به


نسيم العنيزات

معظم التحليلات ان لم تكن كلها توقعت تغيرات اجتماعية بعد جائحة كورونا التي ما زالت آثارها جاثمة على صدور الناس، وبما اننا جزء من هذا العالم فان التغيرات طالت مجتمعنا الا اننا لم نكن نتوقع ان تصل الى هذا الحجم والكم من التغيرات التي زادت حدتها التحديات الى واجهت مجتمعنا بعد كورونا.

ففي الوقت الذي بدأت فيه بعض بلدان العالم تتعافى وتتجاوز تحديات كورونا والاثار الاقتصادية التي خلفها نجد أنفسنا نغرق في ظروف شاملة تحيط بنا من كل حدب وصوب .

تتفاقم يوما بعد يوم ، لنجد اثارها بادية في الوجوه التي تحمل بين طياتها حزنا وغضبا شديدين تعكس سلوكيات وتصرفات كانت غريبة نوعا ما عن مجتمعنا العربي المسلم الذي عاش على التسامح والتعايش مع الجميع .

الا ان الحزن والغضب ما زال داخل النفس وتحت الصدور التي تتسع كل يوم حبا في الدولة وترابها التي يخشى عليها الجميع.

لكن الى متى ستتسع الصدور الى الموجات المتتالية والتراكمات المتواصلة التي نخشى ان تخزنها كما البركان الذي لا تعرف ساعة ووقت انفجاره الذي يغدرنا صمته فنأمن له ليخرج غضبه فجأة بدمار مزلزل لا سمح الله لا نعرف نتائجه وعدد هزاته المتلاحقة ..

فمساحة الصبر عند الناس تضيق والأمل أصبح مفقودا بعد أن اختفت الثقة من قواميس الجميع مؤثرة بعض الشيء على العادات والقيم المجتمعية التي تربينا عليها ونعتز بها، الا اننا أصبحنا نرى جرائم القتل بأبشع صورها وخلافات وتفككات اسرية لم نعتد عليها .

وترى الناس سكارى وما هم بسكارى الا ان هول الظروف وحجم المشاكل تفوق كل شيء لتذهب العقل وتدفع به الى عدم القدرة عن التفكير لان حجم الهموم يفوق كل التوقعات.

نعم هذا هو حالنا وهذا واقعنا ، علينا ان نعترف به وان لا نخفي رؤوسنا في الرمال كالنعام قبل ان تقع الفأس بالرأس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.