يائير نتنياهو عندما تكون الوقاحة سلوك جيني موروث

مهدي مبارك عبدالله
[10:56 ص، 2025/5/20] مهدي مبارك:
الصَّفَاقَة أو الوقاحة هي إظهار قلة الادب وعدم الاحترام للأخرين بقول او فعل ينافي المعايير الاجتماعية وقواعد الأخلاق المعروفة والبعض من الرعاع اصحاب المستوى الانساني الهابط لازالوا يتفاخرون بقبح وقاحتهم وهم يمارسونها يوميا ويعتبرونها جزء مهم من جراءتهم وحضورهم وقوة شخصياتهم
بنيامين نتنياهو رئيس حكومة اسرائيل المفصوم النفسي والمجرم الارهابي الذي قتل حتى الان ما يزيد عن مائة الف فلسطيني وخمسين الف ما بين مصاب وجريح في حرب الابادة الجماعية المستمرة على غزة وهو يمارس احقر صنوف الوقاحة بصلف وغرور ولحظة بلحظة من خلال خطبه وأحاديثه ورسائله وعبر موقع التواصل الاجتماعية المختلفة بأقذر الاوصاف واسواء الشتائم واقذع العبارات واحط الإهانات ضد رؤساء دول وحكومات معارضين وشخصيات عامة في مجالات السياس…
[10:56 ص، 2025/5/20] مهدي مبارك: تساؤلات عن المستوى المفرط للأمن الشخصي الذي يحظى به في امريكا وتأمين إقامته في مجمع سكني فاخر في ولاية فلوردا مع سيارة وسائق واثنين من الحراس الشخصيين من وحدة النخبة 730 التابعة للشاباك والمخصصة اصلا لحراسة سبعة من كبار المسؤولين الحكوميين فقط كما تعرضت لكلفة حراسته التي يتم تمويلها من خزينة الدولة بمبلغ يصل إلى 2.5 مليون شيكل سنويا ( نحو 700 ألف دولار )
يائير نتنياهو يحمل جوازات سفر دبلوماسي بدون وجه حق حيث لا يشغل أي منصب عام وليس له أي صفة رسمية لكنه يستغل ويبتز موقع والده ويستثمر نفوذه بأبشع الصور ( كلب الشيخ شيخ ) وهو يعيش اليوم في ولاية فلوردا ويحمل آراء يمينية متطرفة حيث يعلن ( المهاجرون نطردهم والإرهابيون نصعقهم بالكهرباء والإرهاب نستأصله وإيران نقصفها والمحكمة العليا نحررها ونعيدها للشعب ) كما يستخدم حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي لترويج فكره العنصري المؤمن حتى النخاع بنقاوة وتفوق العِرق اليهودي وضرورة مهاجمة السياسيين وموظفي الخدمة المدنية ورؤساء الدول وجميع أجهزة الأمن الإسرائيلية من خصوم والده
رغم ان تصريحات يائير تزيد من التوتر بين إسرائيل والعديد من الدول خاصة في ظل تباين المواقف بشأن غزة ظل نتنياهو الاب يدعي إن ابنه شخص مستقل يعبر عن آرائه بمعزل عنه بينما تؤكد العديد من المصادر السياسية الإسرائيلية أن زوجته ساره وابنه يائير من أهم المؤثرين عليه في خياراته السياسية من أقرب مستشاريه ونتنياهو يمثل الدرع الحامي الذي يصدَ عن ولده العديد من الاخطار كما يلعب دور الإطفائي عقب كل تصريح مشتعل لابنه ويعتقد الكثيرون في دولة الاحتلال أن نتنياهو هو الذي يستغل ابنه من أجل اختبار المساحات التي يمكنه التمدد فيها دون الاصطدام بالرأي العام الإسرائيلي العلاقة ولا زالت المخاوف تتنازعه من أن يطول الرد الإيراني نجله يائير الذي يعيش في أمريكا لوحده
يسير ابن نتنياهو الذي تربى في كنف أمه سارة المهووسة به على خط الرئيس ترامب بكلامه المباشر المستفز والمليء بالمغالطات والأخبار الكاذبة والمواجهات الحادة مع خصومه من العرب والمسلمين وبعض والمثقفين اليهود والأمريكيين والاوربيين والفنانين التقدميين في اسرائيل وخارجها فضلا عن الإسلام نفسه ووصولا إلى كل شخص يجرؤ على ان يرفع بنانه في وجه أبيه وسياساته المتخبطة حيث يتابعه على تويتر نحو 170 ألف ويقدم نفسه على أنه مقدم برامج إذاعية وبودكاست وعبر هذا الخط المباشر يوجه نشاطاته ويعبر عن أفكاره بعنصرية تتجاوز في تطرفها رموز اليمينية في الغرب وقد سبق لعضو الكنيست عن حزب العمل ستاف شفير ان قاضته بتهمة التحرش الجنسي بسبب منشورات كتبها عنها في حسابه على تويتر
نتنياهو الابن ينوي وراثة والده في قيادة إسرائيل بالتغلغل في المستويات المتقدمة لحزب الليكود وقد بدأ اسمه يُطرح في الساحة على أنه الخليفة الممكن لأبيه لكنه مع شخصيته الهشة وغير المتزنة التي تميل إلى المبالغة في التطرف والعنصرية بالإضافة الى معاناته المستمرة من أزمة اغترابه عن المجتمع الإسرائيلي بعدما اضطر الى امريكا حيث يحظى هنالك بمناصرة ودعم العديد من رجال الاعمال اليهود اصدقاء والده كما ينشط في صفوف منظمة ” إستي ” الصهيونية لتسويق لرؤيته السياسية التي يقول فيها إنه لا يوجد أي شيء يسمى الشعب الفلسطيني ولم يقتصر عداء يائير على التحريض ضد المسلمين بالقول إنما تجاوزه الى الفعل حيث كان يقف وراء اصدار قانون منع الأذان الذي أقره الكنيست بحجة ان صوت الأذان المنبعث من قرية جسر الزرقاء التي يجاورها مقر إقامة نتنياهو يزعجه
خلال الاعوام القليلة الماضية نصب يائير نتنياهو وسام نفسه محرض رئيسي لليمين الاسرائيلي المتطرف عبر رسائله التحريضية المسمومة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي ثنايا تغريداته ينشلا حقده ضد كل من يعتقد أنهم ظلموه وعائلته او عارضوا سياسات والده الاجرامية السافرة وفي الواقع العملي قد يبدو حلم الأمير الصهيوني الصغير في حكم دولة الاحتلال صعبا ان لم يكن مستحيل رغم انه يحمل في اعماقه الروح الحقيقية لأجداده الصهاينة المؤسسين لدولة الاحتلال الذين قتلوا الشعب الفلسطيني بدم بارد ثم قرروا بعد ذلك تكوين جيش ارهابي يحمل السلاح نيابة عنهم فيما لبسوا هم البدلات الفاخرة وربطات العنق الانيقة التي جعلت منهم فجأة سياسيين وديمقراطيين امام العالم بينما أياديهم كانت ولا تزال وستبقى ملطخة بدماء العديد من ابناء الشعب الفلسطيني والعرب الابرياء
ختاما نجد في الحياة بعض الوقحون يسعون إلى إظهار أنفسهم بمظهر اللطفاء إلا أن المتهور والغبي ( يائير الوقح ابن الوقح حفيد الوقح ) يصر على مخالفة هذا المعتقد بظهوره على الناس كأنه ( يتنفس ويشرب ويأكل وقاحة وحقارة وقلة ادب ) فعلا تأبى الوقاحة أن تفارق أهلها
كاتب وباحث متخصص في الشؤون السياسية
mahdimubarak@gmail.com