يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ


د.منتصر أحمد القضاه

قال تعالى (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) صدق الله العظيم

 

بقلم / المحامي الدكتور منتصر أحمد القضاة.

 

ما دفعني لكتابة هذه الكلمات حالة الجدل التي تعيشها مواقع التواصل الاجتماعي منذ اكثر من يوم، على خلفية تصريحات يطلقها بعض الأشخاص تتضمن في طياتها انتقاد لبعض السنن النبوية والعادات والتقاليد الإسلامية التي توارثها المسلمون عبر اكثر من ١٤٠٠ سنة، ولا ادري واتسأل عن الهدف الذي يبتغيه مثل هولاء الأشخاص، هل هي الشهرة ام انهم ينفذون اجندات معينة لجهات اخذت على عاتقها الإساءة للدين الإسلامي على وجه التحديد، ام انها بالونات اختبار لقياس مدى تعلق الاغلبية العظمى من الشعب الأردني بالدين الإسلامي، ام انه لخلق حالة من الفوضى الاعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل دفع بعض الأشخاص للتصدي لهم من أجل إظهار المجتمع الأردني الإسلامي على أنه مجتمع متطرف، ايا كان السبب، فكلامي اليوم موجه إلى هذه الفئة الضالة المضلة التي تدعي التطور والحضارة وتدعي الديمقراطية وهي ابعد ما تكون عنها، فأساس الحوار العلمي هو انتقاء الكلمات التي لا تنال من معتقدات الآخرين، والديمقراطية تعني يا من تتشدق بمعرفتك للقانون الدستوري وانت بعيد كل البعد عن فهم أساسياته، ان تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين، فالدولة الاردنية دولة إسلامية عربية قيادتها هاشمية من بيت النبوة،

فأن كنت تعتقد انك ستحصل على مكاسب من مطالبتك بالغاء الهوية الإسلامية في الدولة الاردنية، فقد خاب ظنك يا فتى، اما من تنتقد شعيرة من شعائر الإسلام معتمدة في انتقادها على الرفق بالحيوان، من أجل إظهار نفسها على أنها الرقيقة المرهفة التي لا تستطيع أن ترى هذه المشاهد، مخفية تحت طيات انتقادها نزعة شيطانية، فأقول لك ذلك واتفق معك بعدم نشر مثل هذه المظاهر، والاسلام حث على الرأفة بالحيوان وعدم ازهاق اي روح مهما كانت الا من أجل إطعام الإنسان، فلتعلمي ان من أساسيات قبول العمل الصالح في الإسلام ان يتم بالخفاء ودون الاستعراض، فالخلل هنا يكمن في من يقوم بالفعل لا بالفعل نفسه، فديننا الإسلامي العظيم يقوم اساسا على التسامح واحترام جميع البشر بغض النظر عن أصولهم او معتقداتهم، وكم من سلبية يقوم بها اتباع ديانات ومعتقدات أخرى، لكنا نترفع عن إظهار هذه السلبيات معتمدين في ذلك على نهج الإسلام السمح الديمقراطي، والذي يحض على الدعوة للدين بالحكمة والموعضة الحسنة، لا بمهاجمة الآخرين ومحاولة النيل من معتقداتهم لتحقيق غايات ومكاسب دنيئة. نعم أحبتي سيبقى هذا الجدل قائما ما دامت الحياة على هذه الأرض مستمرة، لأن الصراع بين الخير والشر سيبقى قائما إلى أن تقوم الساعة وهذه إحدى أسرار الخالق الذي وضعها على هذا الكوكب الصغير من هذا العالم الكبير الذي لا نستطيع أن نحصي له بداية او نهاية، فلا تكترثو لمثل هكذا تفاهات، ولتكن نظرتنا أعمق واكبر ولنصلح أنفسنا، ليصلح الآخرين معنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.