160 جمعية خيرية في محافظة عجلون… لماذا ؟


منذر محمد الزغول

=

تاريخ نشر المقال/  18-04-2017

 

خلال لقاء وزير التنمية الاجتماعية وجيه العزايزة يوم أمس مع رؤساء وأعضاء الجمعيات الخيرية في محافظة عجلون أكّد مدير تنمية عجلون أنّ عدد الجمعيات الخيرية في المحافظة أصبح 160 جمعية خيرية والحبل على الجرّار ، وقد يصل العدد مع نهاية هذا العام لأكثر من 200 جمعية خيرية .

آ

هذا الرقم الهائل والكبير بعدد الجمعيات الخيرية في المحافظة يثير الكثير من علامات الاستفهام حول مدى جدوى هذه الجمعيات والغرض من ترخيصها وسط هذا الزحام الكبير بعددها .

آ

ما فهمته من كلام وزير التنمية وهو الأمر الذي لم يصرّح به مباشرة وإنما بالتلميح طلبه بضرورة الإندماج وخاصة في مجال إقامة المشاريع، هو أن الوزارة أصبحت لا تتحمل هذا العدد الكبير من الجمعيات الخيرية ليس في محافظة عجلون فحسب بل في جميع محافظات المملكة ،فقد أصبح ترخيص الجمعية الخيرية أبسط شيء في بلدنا العزيز ، والأمر لا يحتاج سوى لسبعة أشخاص وشهادات عدم محكومية لهم .

آ

الأمر الغريب والعجيب أن وزارة التنمية الاجتماعية وأجهزة الدولة المختلفة آ لم تنتبه آ لغاية الآن من خطورة هذا الزحام وهذا العدد الكبير الهائل من الجمعيات الخيرية في بلدنا ، فإضافة إلى عجز الدولة عن تقديم الدعم المناسب لهذه الجمعيات الخيريةآ  بسبب كثرتها ، فقد أصبحت الجمعيات التي كانت تعرف بنشاطها وفعاليتها عاجزة أيضاً عن تقديم أي شيء يذكر للمجتمع المحلي .

آ

وما يدعو للاستغراب أيضاً أن وزير التنمية ما زال يعتبر الجمعيات الخيرية شريكاً رئيساً للدولة في محاربة قضايا الفقر والبطالة ، ولا أعرف أيضاً كيف لجمعية لا تقوى على خدمة نفسها ودفع أجرة مقرها أن تكون قادرة على محاربة الفقر والبطالة ،وهي تعاني الأمرين وسط هذا الزحام الكبير الذي تجاوز كل الحدود والخطوط .

آ

أخيراً لقد أصبح هذا العدد الكبير من الجمعيات الخيرية وخاصة الجمعيات الأسرية منهاآ  مشكلة بحاجة ماسة جداًآ  لإعادة النظر فيهاآ  ودراسة نتاجاتها، ولعل ما يتطلب اتخاذه فوراًآ  إيقاف ترخيص جمعيات جديدة ،آ  والتشدّد أيضاً بإجراءات الترخيص ورفع عدد الأعضاء المؤسسين لكل جمعية ، وعدم قبول ترخيص الجمعيات الأسرية ،آ  إضافة إلى رفض ترخيص جمعيات جديدة في مناطق ومدن وقرى مزدحمة أيضاً بالجمعيات،، وأقترح أيضاً تقديم حوافز للجمعيات التي تتحد فيما بينها وخاصة المتشابهة بالأغراض والأهداف .

آ

كما ونأمل من وزير التنمية الاجتماعية المخضرم وجيه العزايزة أن يقرع الجرس وأن لايقبل بعد اليوم بهذا الترّهل وهذا الضياع الذي يعاني منه قطاع الجمعيات الخيرية ليس في محافظة عجلون فحسب بلآ  في جميع محافظات المملكة التي أكاد أجزم أن نسبة كبيرة من هذه الجمعياتآ  ليست قادرة على خدمة نفسها فكيف ستقدم الخدمة للمجتمع المحلي وكيف ستحقق أهدافها التيآ  من أجلها تم منحها التراخيص والموافقات اللازمة.

آ

القضية يا معالي الوزير لم تعد قضية تقديم طرد غذائي لا يسمن ولا يغني من جوع ، وليست قضية توزيعآ  كميات من اللحم والسمك وغير ذلك ،، القضية أكبر وأخطر وأهم ، نريد جمعيات ذات برامج واقعية وأهداف حقيقية تسهم فعلاً بخدمة المجتمع المحلي وتحديداً في مجال قضايا الفقر والبطالة ، وأن نخرج عن أسلوب الفزعة في إدارة واقع العمل التطوعي والخيريآ  إن كنا فعلاً نريد لهذا القطاع أن يكون شريكاً رئيسياًآ  لكم و للدولة والحكومة .

آ

والله من وراء القصد من قبل ومن بعد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.