كيف استطاعت دولة قطر كسب احترام العالم والتميّز سياسيًا وإعلاميًا ورياضيًا؟

منذر محمد الزغول
–
مِنَ الْمُؤَكَّدِ أَنَّ دَوْلَةَ قَطَرَ الشَّقِيقَةَ تَسِيرُ مُنْذُ ثَلَاثَةِ عُقُودٍ عَلَى الْأَقَلِّ بِخُطًى وَاثِقَةٍ وَقَوِيَّةٍ نَحْوَ التَّقَدُّمِ وَالِازْدِهَارِ وَالْعَالَمِيَّةِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَقَدْ بَدَأَ يَتَحَقَّقُ لَهَا مَا خَطَّطَتْ لَهُ وَبَذَلَتْ مِنْ أَجْلِهِ كُلَّ وَقْتِهَا وَجُهْدِهَا، وَهُوَ الْأَمْرُ الَّذِي بَدَأَ الْعَالَمُ يَشْهَدُ لَهَا فِيهِ.
عَلَى كُلٍّ سَأَتَنَاوَلُ فِي مَقَالِي هٰذَا ثَلَاثَةَ مَجَالَاتٍ فَقَطْ فِي تَمَيُّزِ وَتَقَدُّمِ دَوْلَةِ قَطَرَ، وَهِيَ مَجَالَاتُ السِّيَاسَةِ وَالْإِعْلَامِ وَالرِّيَاضَةِ، وَبِالطَّبْعِ فَدَوْلَةُ قَطَرَ أَصْبَحَتِ الْآنَ مُتَمَيِّزَةً بِكُلِّ شَيْءٍ، وَلٰكِنَّنِي سَأَتَنَاوَلُ فِي مَقَالِي هٰذِهِ الْمَجَالَاتِ الثَّلَاثَةَ.
أَوَّلًا: فِي مَجَالِ السِّيَاسَةِ
فَقَدْ أَصْبَحَتْ دَوْلَةُ قَطَرَ رَقْمًا صَعْبًا جِدًّا، لَيْسَ عَلَى مُسْتَوَى الْمِنْطَقَةِ فَحَسْبُ، بَلْ عَلَى مُسْتَوَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ، وَهُوَ الْأَمْرُ الَّذِي أَصْبَحَ يَشْهَدُ لَهَا بِذٰلِكَ الْبَعِيدُ قَبْلَ الْقَرِيبِ، وَقَدْ يَعُودُ سَبَبُ ذٰلِكَ إِلَى التَّدَخُّلِ الْإِيجَابِيِّ لِدَوْلَةِ قَطَرَ فِي النِّزَاعَاتِ الَّتِي تَشْهَدُهَا مُعْظَمُ دُوَلِ الْعَالَمِ، فَقَطَرُ كَرَّسَتْ كُلَّ وَقْتِهَا وَجُهْدِهَا لِإِحْلَالِ السَّلَامِ فِي هٰذِهِ الدُّوَلِ، وَقَدْ نَجَحَتْ نَجَاحًا كَبِيرًا فِي هٰذَا الْمَجَالِ، بَلْ إِنَّ أَمْرِيكَا وَالْكَثِيرَ مِنْ دُوَلِ الْعَالَمِ أَصْبَحَتْ تَلْجَأُ لِدَوْلَةِ قَطَرَ فِي كَثِيرٍ مِنَ النِّزَاعَاتِ، لِعِلْمِهِمْ وَيَقِينِهِمْ بِقُوَّةِ وَحِكْمَةِ السِّيَاسَةِ الْقَطَرِيَّةِ.
ثانياً: في مجال الإعلام
أَمَّا الْأَمْرُ الثَّانِي اللَّافِتُ فَهُوَ النَّجَاحُ الْكَبِيرُ لِدَوْلَةِ قَطَرَ فِي مَجَالِ الْإِعْلَامِ، وَقَدْ أَطْلَقَتْ قَطَرُ قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ عُقُودٍ قَنَوَاتِ الْجَزِيرَةِ الْإِخْبَارِيَّةَ وَالرِّيَاضِيَّةَ وَالْوَثَائِقِيَّةَ وَغَيْرَهَا مِنَ الْقَنَوَاتِ، وَأَعْطَتْ قَطَرُ لِهٰذِهِ الْقَنَوَاتِ الْحُرِّيَّةَ الْكَامِلَةَ، الْأَمْرَ الَّذِي أَحْدَثَ بِالْفِعْلِ ثَوْرَةً هَائِلَةً فِي عَالَمِ الْإِعْلَامِ، بَلْ وَصَلَ الْأَمْرُ إِلَى أَنَّ قَنَاةَ الْجَزِيرَةِ، وَبِفَضْلِ سِيَاسَاتِهَا الشُّجَاعَةِ وَقُوَّةِ إِعْلَامِيِّيهَا وَمِصْدَاقِيَّتِهَا، تَفَوَّقَتْ عَلَى قَنَوَاتٍ إِخْبَارِيَّةٍ أَجْنَبِيَّةٍ عَالَمِيَّةٍ كُنَّا نَظُنُّ أَنَّنَا لَنْ نَلْحَقَ بِهَا ذَاتَ يَوْمٍ، أَوْ حَتَّى مُجَرَّدَ التَّفْكِيرِ بِمُنَافَسَتِهَا، وَهُوَ الْأَمْرُ أَيْضًا الَّذِي أَعْطَى قَضَايَانَا الْعَرَبِيَّةَ، وَعَلَى رَأْسِهَا قَضِيَّةُ غَزَّةَ، الْقُوَّةَ بِفَضْلِ التَّغْطِيَةِ الَّتِي أَحْرَجَتْ دَوْلَةَ الْكِيَانِ الصُّهْيُونِيِّ، وَهُوَ أَيْضًا الَّذِي جَعَلَ جَيْشَ الِاحْتِلَالِ يَسْتَهْدِفُ غَالِبِيَّةَ مُرَاسِلِيهَا وَمُصَوِّرِيهَا فِي غَزَّةَ وَغَيْرِهَا، حَيْثُ قَدَّمَتْ قَنَاةُ الْجَزِيرَةِ الشُّهَدَاءَ وَمَا زَالَتْ تُقَدِّمُ بِسَبَبِ جُرْأَتِهَا وَقُوَّتِهَا وَمُنَاصَرَتِهَا لِجَمِيعِ قَضَايَا الْأُمَّةِ.
ثالثا: في مجال الرياضة
َمَّا الْأَمْرُ الثَّالِثُ، وَهُوَ أَيْضًا الَّذِي أَكْسَبَ دَوْلَةَ قَطَرَ احْتِرَامَ الْعَالَمِ أَجْمَعَ، فَهُوَ تَمَيُّزُهَا وَإِبْدَاعُهَا فِي الْمَجَالِ الرِّيَاضِيِّ، وَتَحْدِيدًا فِي مَجَالِ تَنْظِيمِ الْبُطُولَاتِ الرِّيَاضِيَّةِ الْعَالَمِيَّةِ وَالْعَرَبِيَّةِ وَالْآسِيَوِيَّةِ، وَقَدْ تَمَيَّزَتْ دَوْلَةُ قَطَرَ بِهٰذَا الْمَجَالِ أَيَّمَا تَمَيُّزٍ، حَتَّى فَاقَ هٰذَا التَّمَيُّزُ دُوَلًا عُظْمَى لَهَا بَاعٌ طَوِيلٌ بِتَنْظِيمِ الْبُطُولَاتِ الْعَالَمِيَّةِ، وَفِي مُقَدِّمَةِ ذٰلِكَ كَأْسُ الْعَالَمِ، وَلَا غَرَابَةَ فِي هٰذَا الْأَمْرِ، فَقَدْ نَجَحَتْ قَطَرُ نَجَاحًا كَبِيرًا جَعَلَ الْعَالَمَ يَتَحَدَّثُ عَنْهَا بِكُلِّ الْفَخْرِ وَالِاعْتِزَازِ، حَيْثُ شَيَّدَتْ دَوْلَةُ قَطَرَ لِهٰذِهِ الْغَايَةِ صُرُوحًا رِيَاضِيَّةً عِمْلَاقَةً سَتَبْقَى شَاهِدَ عِيَانٍ عَلَى تَمَيُّزِ وَإِبْدَاعِ دَوْلَةِ قَطَرَ الَّتِي بَرْهَنَتْ لِلْعَالَمِ أَجْمَعَ أَنَّ عَالَمَنَا الْعَرَبِيَّ لَيْسَ أَقَلَّ مِنْ أَيِّ دَوْلَةٍ فِي الْعَالَمِ، بَلْ عَلَى الْعَكْسِ تَمَامًا، فَمِنَ الْمُمْكِنِ بِفَضْلِ الْإِرَادَةِ وَالشَّجَاعَةِ وَالْحِكْمَةِ أَنْ نُحَقِّقَ أَيَّ نَجَاحٍ نَتَطَلَّعُ إِلَيْهِ.
أَخِيرًا قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ إِنَّ دَوْلَةَ قَطَرَ فِيهَا مِنَ الثَّرَوَاتِ مَا يَجْعَلُهَا مُؤَهَّلَةً لِهٰذَا التَّقَدُّمِ وَالِازْدِهَارِ الَّذِي شَهِدَتْهُ وَتَشْهَدُهُ، قَدْ يَكُونُ هٰذَا الْأَمْرُ إِلَى حَدٍّ مَا صَحِيحًا، وَقَدْ يَكُونُ هُوَ الْأَسَاسَ، لٰكِنَّنَا رَأَيْنَا وَشَاهَدْنَا كَيْفَ أَنَّ بَعْضَ دُوَلِ الْمِنْطَقَةِ وَالْعَالَمِ الَّتِي لَدَيْهَا عَشَرَاتُ الْأَضْعَافِ مِمَّا تَمْلِكُهُ دَوْلَةُ قَطَرَ مِنْ ثَرَوَاتٍ لَمْ تُحَقِّقْ أَيَّ نَجَاحٍ يُذْكَرُ، لَا عَلَى صَعِيدِ الْمِنْطَقَةِ وَلَا الْعَالَمِ، وَهُنَاكَ بَعْضُ الدُّوَلِ أَنْفَقَتْ ثَرَوَاتِهَا عَلَى الْحُرُوبِ وَإِثَارَةِ الْفِتَنِ فِي الْعَالَمِ، وَلَمْ تُحَقِّقْ أَيَّ تَقَدُّمٍ فِي أَيِّ مَجَالٍ، لَا لِشُعُوبِهَا وَلَا لِشُعُوبِ الْعَالَمِ، رَغْمَ امْتِلَاكِهَا ثَرَوَاتٍ لَا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ.
أَمَّا دَوْلَةُ قَطَرَ فَقَدْ سَخَّرَتْ ثَرَوَاتِهَا لِخِدْمَةِ شَعْبِهَا أَوَّلًا وللبشرية ثانيا ً وَلِتَحْقِيقِ التَّقَدُّمِ وَالِازْدِهَارِ فِي كَافَّةِ الْمَجَالَاتِ، وَلَمْ يَقِفِ الْأَمْرُ عِنْدَ ذٰلِكَ فَحَسْبُ، بَلْ تَعَدَّى دَوْرُ دَوْلَةِ قَطَرَ أَكْثَرَ مِنْ ذٰلِكَ بِكَثِيرٍ، حَتَّى أَصْبَحَتْ رَقْمًا صَعْبًا عَلَى مُسْتَوَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ، وَالْأَهَمُّ أَيْضًا أَنَّهَا أَجَادَتْ وَأَبْدَعَتْ فِي مَجَالِ إِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ فِي مُعْظَمِ الصِّرَاعَاتِ الَّتِي شَهِدَهَا وَيَشْهَدُهَا الْعَالَمُ، حَتَّى أَصْبَحْنَا مُؤَخَّرًا نَسْمَعُ مَنْ يُنَادِي أَنْ طَى جَائِزَةُ نُوبِلَ لِلسَّلَامِ لِدَوْلَةِ قَطَرَ وَأَمِيرِهَا الشَّابِّ تَمِيمِ بْنِ حَمَدٍ آلِ ثَانِي، وَهُوَ بِالْفِعْلِ يَسْتَحِقُّ ذٰلِكَ.
كُلُّ أُمْنِيَاتِ التَّوْفِيقِ وَالنَّجَاحِ لِدَوْلَةِ قَطَرَ الشَّقِيقَةِ صَاحِبَةِ الْإِنْجَازَاتِ الَّتِي لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، وَإِنْ شَاءَ اللَّهُ سَيَبْقَى عَلَمُ هٰذِهِ الدَّوْلَةِ الشَّقِيقَةِ الَّتِي نُفَاخِرُ الدُّنْيَا بِهَا يُرَفْرِفُ فِي سَمَاءِ هٰذَا الْعَالَمِ، وَسْطَ تحقيق الْمَزِيدِ مِنَ النَّجَاحَاتِ وَالْإِنْجَازَاتِ فِي كَافَّةِ الْمَجَالَاتِ، وَبِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى سَتَبْقَى قَطَرُ وَدَوْحَةُ الْعَرَبِ كَمَا هِيَ دَوْمًا الْحِضْنَ الدَّافِئَ وَالْقِبْلَةَ الْمُفَضَّلَةَ لِكُلِّ الْعَرَبِ وَأَحْرَارِ الْعَالَمِ، وَمِنْ قَبْلِ ذٰلِكَ الْخَيْرَ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ لِأَهْلِهَا وشعبها ولَكُلِّ مُحِبِّيهَا في هذا العالم .
واللهُ من وَراءَ القصد.
منذر محمد الزغول / وكالة عجلون الإخبارية

